في اكتوبر من سنة ٢٠١٥ كنت قد أخذت إبني فيصل من المدرسة وكان يحمل معه الأيباد ركبنا سيارة زوجي وقد كانت (جي إكس ×٤) وقمت بربط الحزام وفي العادة عندما أحرّك السيارة أُذكّر فيصل بربط الحزام. قدت السيارة وتخطيت الإشارة الأولى متوجهة إلى الدوار التالي وكانت المسافة بين الإشارة والدوار تقريباً كيلو، ومشيت بسرعة ممكن المئة كم/س، قال لي فيصل (أمي أنظري) مشيراً إلى شيء في الأيباد، التفت على الأيباد في لحظة خاطفة وأعدت نظري للطريق ولم أنتبه أن هناك ازدحام والسيارات لم تكن تتحرك وكنت في المسار الأوسط وأردت أن اتحاشى السيارة التي أمامي وكانت من نوع (بيك آب)، ضغط على الفرامل وحركت المقود يساراً ولكن بسرعة فشعرت بأني أخرج عن الطريق فأردت أن اعيدها ثم حركت المقود لليمين وإذ بالسيارة تلفّ بقوة كبيرة وتضرب بجانب البيك آب ثم قفزت سيارتنا فوق البيك آب (طارت) في الهواء إلى الجانب الأيمن من الطريق وكنت أشعر بأن كل شي يتحرك ببطء وضعت يدي اليمين على فيصل، كنت ممسكة بقميصه وأراه يتحرك يرتفع فوق وينزل للأسفل ثم استقرت السيارة على الجنب اليسار من جهتي! كل ذلك حدث ربما في ٣ او ٤ ثواني …؟
كانت الزجاجة الأمامية مهشمة زجاجة نافذتي كذلك، ثم بدأ فيصل يلتفت حوله ويقول “شصار!!!!! شصار!!!!!” وعندما شاهدت جزعه هدأت من روعه وقلت له “فيصل شوفني! الحمدلله ماصار شي” ثم هدأ وقال “فيج شي؟ صار لج شي!؟؟؟؟” أجبته “الحمدلله مافيني شي، انت فيك شي صار لك شي!؟” قال “مافيني شي”… ثم جاء صوت من جهة فيصل وكان يصرخ(اسمه سعد) “هل انتم بخير!؟؟؟؟؟” قلت “إي الحمدلله بخير” ثم سحب فيصل من السيارة ورأيت دماً على ثوب سعد خفت فقلت له “من أين هذا الدم!!!” كان فيصل قد جُرح في يده جرحاً طفيفاً الحمدلله. ثم قال لي وهو يصرخ “تقدرين تطلعين؟؟؟؟” قلت له “ليش؟ بتنفجر السيارة؟!”، قال”مادري! اطلعي بسرعة!!” ثم جاء شخص من الجهة الأمامية وقال لي “يمّا تقدرين تطلعين؟” قلت في نفسي أمك؟ طيب… ثم بحثت عن الهاتف ووجدته وكنت اقرأ هذا الدعاء (اللهم لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ماستطعت….حتى نهاية الدعاء)..خفت أن أموت في تلك الساعة بعد صراخ سعد لي ربما تنفجر السيارة بي!
فتحت حزام الأمان وسقطت على جنبي اليسار فقد كان فعلاً الحزام قابضاً علي! خرجت من الزجاج الأمامي ولم استطع أن ارى شيئاً كنت قد غطيت وجهي حتى لا يتم تصويري!
كانت هناك حروق على رجليّ من الـAir bag وعبائتي كانت محترقة!
اتصلت بزوجي وبكل هدوء قلت له “تعال المكان الفلاني انا سويت حادث” قال “انتوا بخير!!!!” قلت له “إي الحمدلله بخير بس السيارة مب بخير واعتقد انها تكنسلت مادري” وأنا فعلاً لم أكن قد شاهدت السيارة بعد ولم أكن أعلم مالذي حدث!!!
كنا قد ركبنا سيارة سعد فلما جاء سألته “هل شاهدت الحادث؟” قال “نعم، شاهدته أمام عيني!!، وقلت في نفسي أن من بداخل هذه السيارة قد ماتوا الآن!” سألته “شلون انقلبت السيارة!”، قال “اتوقع كنتِ مسرعة وايد وضربتي السيارة وطارت السيارة في الهواء وانقلبت ٣ مرات”…
في هذا الوقت كنت اشعر وكأنه حلم .. مازلت في صدمة غريبة لم أبكي حتى فيصل لم يبكي. بعدها ذهبنا للمستشفى فقد نقلتنا سيارة الاسعاف ولكن الحمدلله لم تكن بنا أية عاهات انما كدمات بسيطة ولكن الكدمة القوية كانت في عقلي عندما استوعبت الذي حدث لنا!
جميع النوافذ تحطمت ماعدا زجاج نافذة فيصل ولم يكن يرتدي حزام الأمان… ماذا لو كان ابني الصغير حسن في السيارة ويجلس على كرسي الأطفال في الخلف؟ كنت دائماً أضعه على الجهة اليمين! بعد هذا الحادث بدأت بوضع كرسي حسن في المنتصف. ألا تحتاج هذه الصورة إلى التأمل والتفكّر! سبحان الله والحمدلله والله أكبر ..
لا أذكر مالذي فعلته حقاً حتى دفع الله عني هذا البلاء وحماني وحفظ لي ابني فيصل وحفظني لهم .. الحمدلله رب العالمين.
مرت سنة ونصف على هذا الحادث .. مازالت تأتيني رؤى الحادث Flashbacks عندما قمت بلف المقود وأقول في نفسي كيف فعلت ذلك؟!! كانت السيارة مزوّدة بعجلات منفوخة (بالون) وهي لا تُناسب الشارع أعتقد بإن تلك العجلات المشؤومة كان لها ضلع في هذا الحادث المخيف! بعد أن عدت للبيت وفي نفس اليوم قدتُ السيارة الأخرى وكأن شيء لم يحصل.. فأنا وبفضل الله مازلت على قيد الحياة ولم تصبني أي نوع من الفوبيا! ولكن عندما ركب الجميع السيارة حتى من كان يجلس في المقاعد الخلفية اجبرتهم على ربط حزام الأمان … ^ـ^!
أخرجوا الصدقات ودفع البلاء .. ولا تنسوا أذكار الصباح والمساء فهي تحميكم من الهلاك.. كما حمتنا واشكروا الله كثيراً على نعمه واستغفروه كثيراً… والصلام والسلام على نبي الله